أبوظبي، 22 أكتوبر 2025: تتواصل فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء في دولة الإمارات، الحدث الاستراتيجي الذي يجمع بين الخبرات العالمية والمبادرات الوطنية الرائدة، ويهدف إلى بناء منظومة غذائية مرنة ومستدامة تمتد من المزرعة إلى المائدة. ويشكل هذا الحدث منصة مثالية للشركات الصغيرة والمتوسطة الوطنية لاستعراض منتجاتها، والترويج لأعمالها، والانخراط في منظومة الغذاء المتطورة التي تسعى الدولة إلى ترسيخها.
يركز الحدث على أربعة محاور رئيسية تشمل: المشتريات وسلاسل الإمداد، الابتكار في الصناعات الغذائية، الحلول المستدامة، وفرص الوصول إلى السوق الإماراتية والإقليمية. ويعكس هذا التنوع مدى تطور قطاع الأغذية والمشروبات في الدولة، من التكنولوجيا الزراعية إلى الإنتاج المحلي والتجارة العالمية.
من بين المشاركين، برزت مزرعة النود في منطقة الفوعة بمدينة العين، حيث أكدت المديرة غالية البنا حرصهم على دعم الزراعة المحلية وتقديم منتجات متنوعة مثل العسل والتمور، ضمن بيئة زراعية تشمل البيوت الزجاجية والبيوت الشبكية. وقالت: "نسعى لتشجيع المجتمع على دعم المنتجات المحلية، ونشهد في الأسبوع العالمي للغذاء إقبالاً كبيراً من الزوار وأصحاب الأعمال للتعاقد معنا".
أما عزبة بريدة، التي تديرها نوره خليفة الجابري، فقدمت أكثر من 150 منتجًا محليًا، منها البيض بأنواعه والزبدة، مؤكدة أن مشاركتها جاءت بدعوة من جائزة الشيخ منصور بن زايد، مشيدة بالدعم الكبير من القيادة الرشيدة، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والشيخة فاطمة بنت مبارك، التي "توجهت بدعم المرأة وتمكينها في كافة المجالات".
وفي السياق ذاته، شاركت مزرعة بوذيب التي يشرف عليها صلاح سيد، مقدمةً أنواعًا متميزة من التمور والفواكه، مثل المجدول والإخلاص والتين والمنغا. وأوضح أن الهدف من المشاركة هو "اكتساب المعرفة والتسويق لمنتجاتنا"، مشيرًا إلى حصولهم على ثلاث جوائز من جائزة الشيخ منصور بن زايد.
من جانبها، عرضت منى المنصوري مشروعها "BY GEZELLE"، الذي يقدم التمر بأصناف مبتكرة وبأسلوب إبداعي ممزوج بالمكسرات مثل الفستق والجوز واللوز، مؤكدة أن مشاركتهم تهدف إلى الترويج والتسويق والتواصل مع أصحاب الأعمال.
أما مريم خليفة الزعابي، فقدمت مشروعها المنزلي لصناعة العطور والبخور، الذي بدأ بدعم من الاتحاد النسائي، ويعتمد على مواد أولية من دول مثل الهند. وقالت: "نروج لمنتجاتنا عبر مواقع التواصل والمشاركة في الفعاليات، ونأمل أن تزدهر أعمالنا قريبًا".
وفي مجال التكنولوجيا الزراعية، برزت شركة الفافا للتكنولوجيا الزراعية، التي يديرها ناصر الزعابي، كأول مزرعة فراولة في الإمارات. وأوضح أن المشروع يعتمد على الذكاء الاصطناعي في الزراعة، ويحقق إنتاجًا يتجاوز 1,200 طن شهريًا، مع طموح للوصول إلى 5,000 طن سنويًا. وأضاف: "الزراعة المحلية توفر بديلًا اقتصاديًا للاستيراد، وتقلل من المخاطر المرتبطة به".
وأكد المشاركون على دعم القيادة الرشيدة، وتمكين المرأة، بتوفير منصات مثل الأسبوع العالمي للغذاء، ما يشكل حافزًا كبيرًا لهم للاستمرار في تطوير منتجاتهم، وتوسيع نطاق أعمالهم، والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي للدولة.
وختموا بالإشارة على أهمية الدعم الحكومي لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وأشاروا إلى أن الدعم الحكومي يلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي وتعزيز التنمية المستدامة.
في هذا الحدث، لا تُعرض المنتجات فحسب، بل تُروى قصص الطموح، وتُنسج خيوط التعاون، وتُبنى جسور المستقبل. أسبوع الغذاء العالمي 2025 ليس مجرد فعالية، بل هو وعدٌ بغدٍ أفضل، تقوده أبوظبي من موقعها الاستراتيجي كمركز عالمي للابتكار الزراعي والتبادل التجاري، نحو أمن غذائي مستدام للأجيال القادمة.